ﻗﺼﺔ ﺭﺟﻞ ﻣﻠﻴﻮﻧﻴﺮ ..... ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﻋﺎﻣﻞ ﻧﻈﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻗﺼﺔ ﺭﺟﻞ ﻣﻠﻴﻮﻧﻴﺮ .. ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻣﻞ ﻧﻈﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﺑﺮﺍﺗﺐ 600ﺭﻳﺎﻝ ﻗﺼﺔ ﺍﻧﻘﻠﻬﺎ ﻟﻜﻢ ﻟﻠﻌﺒﺮﺓ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﻭﺍﻟﻌﺒﺮ .. ﺑﻠﺴﺎﻥ ﺭﺍﻭﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ ﻳﺴﻌﺪﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﻗﺪﻡ ﻟﻜﻢ ﻫﺬﻩِ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺳﻤﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻢ ﺭﺍﻭﻳﻬﺎ ، ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﺷﻬﺎ ﻟﺤﻈﺔ ﺑﻠﺤﻈﺔ ﻭﻫﻮ ﺭﺟﻞ ﺛﻘﺔ ﺫﻭ ﺧﻠﻖ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﺓ ﻋﻨﺪﻧﺎ . ﺳﺎﻓﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻰ ( ﻓﻬﺪ ) ﻣﻊ ﺻﺪﻳﻖٍ ﻟﻪ ﻳﺪﻋﻰ ( ﺧﺎﻟﺪ ) ﺇﻟﻰ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 2001 ﻡ –21/1422ﻫـ ، ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺧﺎﻟﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﺘﻜﻲ ﺁﻻﻣﺎً ﻓﻲ ﻇﻬﺮﻩ ، ﻓﻮﺻﻒ ﻟﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻃﺒﻴﺒﺎً ﻣﺨﺘﺺ ﺑﺎﺭﻉ ﻭﺣﺬﻕ ﻓﻲ ﺁﻻﻡ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ . ﻭﺑﻌﺪ ﻭﺻﻮﻟﻬﻤﺎ ﻟﻠﺒﺤﺮﻳﻦ ، ﺃﻗﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻔﻨﺎﺩﻕ ﻫﻨﺎﻙ ، ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺧﺎﻟﺪ ﺃﺳﺘﺴﻠﻢ ﻟﻠﻨﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻭﺍﻹﺟﻬﺎﺩ ، ﺧﺮﺝ ﻓﻬﺪ ﻭﺣﺪﻩ ﻟﻠﺴﻮﻕ ﻣﺸﻴﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ ، ﺑﺎﺣﺜﺎً ﻋﻦ ﻣﻄﻌﻢٍ ﻳﻨﺤﺮ ﺑﻪِ ﺟﻮﻋﻪ !! ﻳﻘﻮﻝ ﺧﺎﻟﺪ : ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﺳﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ... ﺇﺫ ﻟﻔﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻲ ﻣﻄﻌﻢ ﻓﺨﻢ ﺻﻐﻴﺮ ﻭﻣﺰﺩﺣﻢ ﻛﺜﻴﺮﺍً ، ﻓﻘﻠﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ، ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻄﻌﻢ ﻣﺘﻤﻴﺰ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪِ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻭﺍﻻﺯﺩﺣﺎﻡ ... ﺭﻏﻢ ﺿﻴﻖ ﻣﺴﺎﺣﺘﻪ . ﻓﺎﺗﺠﻬﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻄﻌﻢ ﻭﺩﻓﻌﺖ ﺑﺎﺑﻪ ﻟﻜﻲ ﺃﺩﺧﻞ ، ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺃﻧﻈﺮ ﻳﻤﻴﻨﺎً ﻭﺷﻤﺎﻻً ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻄﻌﻢ ﻟﻌﻠﻲ ﺃﺟﺪ ﻣﻜﺎﻧﺎً ﺧﺎﻟﻴﺎً ﺃﺟﻠﺲ ﺑﻪِ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ! ﻭﻓﺠﺄﺓ ﻭﺇﻻ ﺑﻤﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﻄﻌﻢ ﻳﺒﺘﺴﻢ ﺑﻮﺟﻬﻲ ﻭﻳﺮﺣﺐ ﺑﻲ ، ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﻫﻞ ﺃﺟﻌﻞ ﻟﻚ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﻭﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﻄﻌﻢ ؟ ﻓﻘﻠﺖ ﻭﺑﻼ ﺗﺮﺩﺩ : ﻧﻌﻢ .. ﻟﻮ ﺳﻤﺤﺖ . ﻓﺠﻠﺴﺖ ﻭﺣﻴﺪﺍً ﺃﻧﺘﻈﺮ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ .. ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩِ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺇﺫ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻄﻌﻢ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻓﺎﺭﻫﺔ ﺟﺪﺍً ، ﺗﺮﺟﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺜﺮﺍﺀ ، ﻓﻬﺮﻉ ﻟﻪ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﻣﻮﻇﻔﻴﻦ ﺍﻟﻤﻄﻌﻢ ﻟﻴﺴﺘﻘﺒﻠﻮﻩ ﻭﻳﺮﺣﺒﻮﻥ ﺑﻪ ، ﻓﻠﻤﺎ ﻭﻗﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﻲ ، ﺃﺧﺬ ﻟﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻳﺮﻣﻘﻨﻲ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ، ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ .. ﺛﻢ ﺃﺗﺴﺘﺄﺫﻧﻨﻲ ﺑﺎﻟﺠﻠﻮﺱ ، ﻓﺄﺫﻧﺖ ﻟﻪ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﻠﺲ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ، ﺃﺧﺬﺕ ﺗﻔﻮﺡ ﻣﻦ ﻓﻤﻪِ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻛﺮﻳﻬﺔ ﻭﻧﺘﻨﻪ ﺟﺪﺍً !! ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻨﻲ ﺭﺟﻌﺖ ﺑﺎﻟﻜﺮﺳﻲ ﻟﻠﺨﻠﻒ .. ﻣﺤﺎﻭﻻً ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻨﻪ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻓﺎﺋﺪﺓ .. ﻭﺑﻌﺪ ﺻﻤﺖ ﺩﺍﻡ ﻟﻤﺪﺓ ﻣﺎ ، ﺑﺪﺩ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻏﻴﻮﻡ ﺍﻟﺼﻤﺖ .. ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ، ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺄﻧﻚ ﻣﺘﻀﺎﻳﻖ ﻣﻦ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻓﻤﻲ ﺍﻟﻤﺰﻋﺠﺔ .. ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺻﺤﻴﺢ ؟ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ﺑﻜﻞ ﻟﻄﻒ : ﻧﻌﻢ ﺻﺪﻗﺖ ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﺷﻴﺦ .. ﺃﻧﺎ ﻣﺒﺘﻠﻰ ﺑﺸﺮﺏ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻣﻨﺬ ﺃﺛﻨﻰ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎً !! ﻭﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﻣﻔﺎﺭﻗﺘﻪ ، ﻭﻛﻴﻒ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻨﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻵﻥ ﻳﺴﺮﻯ ﻓﻲ ﺷﺮﺍﻳﻴﻨﻲ ؟ !! ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ : ﻻ ﺣﻮﻝ ﻭﻻ ﻗﻮﺓ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻠﻪ ... ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻪ ﺃﻣﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﺟﺪﺍً !! ﻓﺴﻜﺘﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ .. ﻭﺑﻌﺪ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺘﺄﻓﻒ ﻭﻳﺘﻨﻬﺪ ﺑﻨﻔﺲ ﻃﻮﻳﻞ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ : ﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ... ﻭﻻ ﺗﺘﺄﻓﻒ ﻭﺗﻨﻔُﺦ ، ﺑﻞ ﺃﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺩﻋﻮﻩ ﺃﻥ ﻳُﻔﺮﺝ ﻫﻤﻚ ﻭﻳﺸﺮﺡ ﺻﺪﺭﻙ ﻭﻳﻌﻴﻨﻚ ﻋﻠﻰ ﺑﻠﻮﺍﻙ ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﺃﻧﺎ ﻋﻨﺪﻱ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻛﺜﻴﺮﺓ ، ﻭﻣﺘﺰﻭﺝ ﻭﻟﺪﻱ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻭﻻﺩ ... ﻻ ﻳﺰﺭﻭﻧﻲ ﻭﻻ ﻳﺴﺄﻟﻮﻥ ﻋﻨﻲ ﻣﻄﻠﻘﺎً ﻭﻟﻮ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ !! ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺸﺘﻜﻲ ﻟﻲ ﻭﻳﻔﻀﻔﺾ ... ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ : ﻟﻌﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ، ﻟﻌﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﻓﻘﺎﻃﻌﺘﻪ ﻭﻗﻠﺖ : ﻭﻣﺎ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ ؟ !! ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺗﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ !! ﻓﺴﻘﻂ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻳﺪﻱ .. ﻭﺍﻧﺪﻫﺸﺖ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ : ﻳﺎ ﺷﻴﺦ .. ﺇﻥ ﺃﺭﺩﺗﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺫﻫﺐ ﻭﺃﺗﺮﻛﻚ .. ﺳﺄﺫﻫﺐ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﻟﻦ ﺃﻏﻀﺐ ﻣﻨﻚ 0 ﻓﻘﻠﺖ ﺑﻌﺪ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﻟﻤﻤﺰﻭﺝ ﺑﺎﻟﺤﻴﺮﺓ ﻗﻠﺖ : ﻻ ... ﺍﺟﻠﺲ ﻭﻻ ﺗﺬﻫﺐ ﺣﺘﻰ ﻧﺘﻌﺸﻰ .. ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ، ﻭﺃﻛﻠﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﺷﺒﻌﻨﺎ ، ﻓﺄﺗﻰ ( ﺍﻟﺠﺮﺳﻮﻥ ) ﺑﻤﺤﻔﻈﺔ ﻭﺿﻊ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﺗﻮﺭﺓ ، ﻓﻮﺿﻊ ﺍﻟﻤﺤﻔﻈﺔ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺛﻢ ﺍﻧﺼﺮﻑ ، ﻓﺄﺩﺧﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻧﻴﺮ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﻲ ﺟﻴﻮﺑﻪ ، ﻓﺄﺧﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺭُﺯﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ، ﻓﻮﺿﻌﻬﺎ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ... ﻭﻗﺎﻝ : ﺃﻧﻈﺮ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﺇﻧﻬﺎ 32 ﺃﻟﻒ ﺩﻭﻻﺭ ، ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ، ﻓﺒﺎﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﺪﻓﻊ ﺃﻧﺖ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻔﺎﺗﻮﺭﺓ ، ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻔﻌﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻤﺎ ﺃﻛﻠﺖ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﺤﻼﻝ ﻓﺴﺪﺩﺕ ﺍﻟﻔﺎﺗﻮﺭﺓ ﻭﺧﺮﺟﻨﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻧﻴﺮ : ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﺃﻧﺎ ﻣﺤﺘﺎﺝ ﻟﻚ ﺟﺪﺍً ﺟﺪﺍ ، ﺃﺭﺟﻮﻙ ﺛﻢ ﺃﺭﺟﻮﻙ ﺃﻻ ﺗﺘﺮﻛﻨﻲ ﻟﻠﺤﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻌﺬﺍﺏ .. ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ : ﺃﻧﺎ ﺣﺎﺿﺮ ﺑﺎﻟﺬﻱ ﺃﻗﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻻ ﻳﻜﻠﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﻔﺴﺎً ﺇﻻ ﻭﺳﻌﻬﺎ ﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﺷﻴﺦ .. ﺃﻧﺎ ﺍﺭﺗﺤﺖ ﻟﻚ ﻛﺜﻴﺮﺍً ، ﻭﻗﺪ ﺍﻧﺸﺮﺡ ﺻﺪﺭﻱ ﻟﺠﻠﻮﺳﻲ ﻣﻌﻚ ... ﻫﻴﺎ ﻟﻨﺠﻠﺲ ﻣﻌﺎً ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻥ ﺃﻧﺖ ﺗﺨﺘﺎﺭﻩ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ : ﺃﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﻼ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻋﺪﻙ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺄﻥ ﺳﺄﻟﺘﻘﻲ ﺑﻚ ﻏﺪﺍً ﺻﺒﺎﺣﺎً ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻨﻲ ﻣﺘﻌﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﺮ ، ﺛﻢ ﺇﻥ ﺻﺎﺣﺒﻲ ( ﺧﺎﻟﺪ ) ﺗﺮﻛﺘﻪ ﻭﺣﻴﺪﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻨﺪﻕ ﻧﺎﺋﻤﺎً .. ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻵﻥ ﻣﺸﻐﻮﻝ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻋﻠﻲ ﻓﺘﻤﻌﺮ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﺍﻋﺘﺮﺍﻩ ﺍﻷﺳﻰ .. ﻓﻘﺎﻝ : ﺣﺴﻨﺎً ﺣﺴﻨﺎ ، ﺇﻟﻴﻚ ( ﻛﺮﺗﻲ ) ﻓﻴﻪِ ﺃﺭﻗﺎﻡ ﻫﻮﺍﺗﻔﻲ ﻓﺄﺧﺬﺕ ﻣﻨﻪ ( ﺍﻟﻜﺮﺕ ) ﻭﺍﺗﺠﻬﺖ ﻟﻠﻔﻨﺪﻕ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﻣﺮﻧﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻧﻔﺴﻪ ، ﻳﻘﻮﺩ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﻔﺨﻤﺔ ، ﻓﻮﻗﻒ ﺑﺠﺎﻧﺒﻲ ﻭﺃﻧﺰﻝ ﺯﺟﺎﺝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﺃﻋﺬﺭﻧﻲ .. ﺃﻗﺴﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺗﺸﺮﻑ ﺑﺮﻛﻮﺑﻚ ﺑﺠﺎﻧﺒﻲ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩِ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺟﻠﺒﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ، ﻭﻛﻠﻬﺎ ﺣﺮﺍﻡ ﻓﻲ ﺣﺮﺍﻡ ، ﻭﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺟﻠﺴﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌﺪ ﺣﺮﺍﻡ .. ﻓﺘﺮﻛﻨﻲ ﻭﺫﻫﺐ ﻟﺤﺎﻝ ﺳﺒﻴﻠﻪ .. ﻭﻋﻨﺪ ﻭﺻﻮﻟﻲ ﻟﻠﻔﻨﺪﻕ ﻭﺟﺪﺕ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﺧﺎﻟﺪ ، ﻗﺪ ﺃﺳﺘﻴﻘﻆ ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﺎﻟﺬﻱ ﺟﺮﻯ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻧﻴﺮ ﻓﺘﻌﺠﺐ ﺧﺎﻟﺪ ﺟﺪﺍً ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ، ﻭﻋﺰﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺪﻋﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻄﻮﺭ ﻭﺃﻥ ﻧﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻧﺴﺤﺐ ﺭﺟﻠﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﺼﻼﺡ . ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﺻﺒﺎﺣﺎً .. ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻧﻴﺮ ﻭﺩﻋﻮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻄﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻨﺪﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺤﻦ ﻣﻘﻴﻤﻴﻦ ﻓﻴﻪِ ، ﻓﺤﻈﺮ ﻭﺟﻠﺴﻨﺎ ﻣﻌﻪ ، ﻭﺃﺧﺬ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﺧﺎﻟﺪ ﻳﻌﻀﻪ ﻭﻳﻨﺼﺤﻪ ﺑﻜﻼﻡ ﺟﻤﻴﻞ ﻭﻃﻴﺐ ، ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺨﺮ ... ﺣﺘﻰ ﺗﺄﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺗﺄﺛﺮﺍً ﺑﺎﻟﻐﺎً ﻗﺪ ﺑﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﺩﻣﻮﻋﺎً ﺻﺎﺩﻗﺔ ﺗﻸﻷﺕ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﺎﻩ ، ﺛﻢ ﺍﻧﺤﺪﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻳﻪ ، ﻓﺮﻓﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻧﻴﺮ ﻛﻔﻴﻪ ﻟﻠﺴﻤﺎﺀ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻘﻮﻝ : ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﺃﺳﺘﻐﻔﺮﻙ .. ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻏﻔﺮﻟﻲ .. ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻏﻔﺮﻟﻲ ﻓﻌﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻧﺰﻭﺭ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻟﻠﻌﻤﺮﺓ ، ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺃﺣﺪﺛﻪ ﻋﻦ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻌُﻤﺮﺓ ﻭﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺛﺮ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﺭﺍﺣﺔ ﻟﻠﻤﻌﺘﻤﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﺃﻋﻄﻮﻧﻲ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ ، ﻭﺳﻮﻑ ﺃﻗﻮﻡ ﺑﺎﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﻜﻢ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻇﻬﺮﺍً ﺛﻢ ﺃﻧﻔﺾ ﻣﺠﻠﺴﻨﺎ . ﻭﻓﻲ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ ﺃﺧﺬ ﻫﺎﺗﻒ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻳﺮﻥ ، ﻓﺮﻓﻌﻪ ﺧﺎﻟﺪ .. ﻭﻛﻨﺖ ﺣﻴﻴﻨﻬﺎ ﺃﻗﻒ ﺃﻣﺎﻣﻪ ، ﻓﺄﺷﺮ ﻟﻲ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺘﺼﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻮ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻨﺘﻈﺮ ﺭﺩﻩ ﻓﺄﺧﺬ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻣﻌﻪ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌُﻤﺮﺓ ، ﻭﺳﻤﻌﺖ ﺧﺎﻟﺪ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻌﻪ ﻟﻠﻌُﻤﺮﺓ ﻭﻻ ﺩﺭﻫﻤﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً . ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻭﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﺴﺎﺀً ، ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻧﻬﻴﻨﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ، ﺍﻧﻄﻠﻘﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺃﻧﺎ ﻭﺧﺎﻟﺪ ﻭﺍﻟﺮﺟﻞ ﻧﺤﻮ ﻣﻜﺔ ﺍﻟﻤﻜﺮﻣﺔ ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻴﻘﺎﺕ ﺗﺠﺮﺩ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﻭﻟﺒﺲ ﺇﺣﺮﺍﻣﺎً ﺍﺷﺘﺮﻳﻨﺎﻩ ﻟﻪ ، ﻓﺄﺧﺬ ﻛﻞ ﻣﻼﺑﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺗﺪﻳﻬﺎ .. ﻭﺭﻣﻰ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﻨﻔﺎﻳﺎﺕ ، ﻭﻗﺎﻝ : ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻔﺎﺭﻕ ﻫﺬﻩِ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﺟﺴﺪﻱ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﻬﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﺄﺩﻳﺔ ﻣﻨﺎﺳﻚ ﺍﻟﻌُﻤﺮﺓ .. ﻗﺮﺭﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻡ ﻟﻜﻲ ﻧﺘﺤﻠﻞ ﻣﻦ ﺍﻹﺣﺮﺍﻡ ﻭﻧﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺳﻜﻦ ﻟﻨﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻧﻴﺮ ﺑﺼﻮﺕ ﺣﺰﻳﻦ : ﺍﺗﺮﻛﻮﻧﻲ ﺃﺟﻠﺲ ﻫﻨﺎ .. ﺃﺭﺟﻮﻛﻢ ، ﻭﺍﺫﻫﺒﺎ ﺃﻧﺘﻤﺎ ﻓﻘﻠﻨﺎ ﻟﻪ ﺣﺴﻨﺎً .. ﻭﻭﺻﻴﻨﺎﻩ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﻋﺪﻧﺎ ﻟﺼﺎﺣﺒﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺔ ... ﻭﺟﺪﻧﺎﻩ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻧﺎﺋﻤﺎً ﻭﻗﺪ ﻧﺰﻝ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺑﻐﺰﺍﺭﺓ ﻓﺄﻳﻘﻈﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭ ﺫﻫﺒﻨﺎ ﺑﻪِ ﻟﺒﺌﺮ ﺯﻣﺰﻡ ، ﻓﻠﻤﺎ ﺷﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻔﻴﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ ﺯﻣﺰﻡ ، ﻓﺄﺧﺬﻧﺎ ﻧﺼﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻠﻨﺎ ﺟﺴﺪﻩ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ !! ﻓﻠﻤﺎ ﺫﻫﺒﻨﺎ ﻟﻠﺴﻜﻦ ﻟﻜﻲ ﻧﺮﺗﺎﺡ ﻭﺑﻌﺪ ﻟﺤﻈﺎﺕ ... ﻃﻠﺐ ﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﻟﻠﺤﺮﻡ ﺍﻟﻤﻜﻲ ﻓﺴﻤﺤﻨﺎ ﻟﻪ ، ﻓﺨﺮﺝ ﻟﻠﺤﺮﻡ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺍﺭﺗﺪﻯ ﺛﻮﺏ ﺑﺴﻴﻂ ﺑﻌﺸﺮﺓ ﺭﻳﺎﻻﺕ ، ﻭﺍﻧﺘﻌﻞ ﺣﺬﺍﺀ ﺑﺨﻤﺲ ﺭﻳﺎﻻﺕ ... ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺗﺪﻯ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﺳﻌﺮﻩ ﻋﻦ 500 ﺭﻳﺎﻝ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ .. ﺍﻟﺘﻘﻴﻨﺎ ﺑﻪِ ﺑﺎﻟﺤﺮﻡ ، ﻓﺴﻠﻤﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺇﺫ ﺑﺎﻟﻨﻮﺭ ﻳﺸﻊ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻪِ ﻭﺍﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺍﻟﺴﻤﺤﺎﺀ ﻃﻐﺖ ﻋﻠﻰ ﺛﻐﺮﻩِ ﻓﻄﻠﺐ ﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻮﺻﻠﻪ ﺑﺄﺣﺪ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺤﺮﻡ ﺍﻟﻤﻜﻲ ﻷﻣﺮ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﺧﺎﺹ ﺑﻪِ ... ﻭﺑﻌﺪ ﺟﻬﺪ ﺟﻬﻴﺪ ﺍﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻮﻋﺪ ﻣﻊ ﺃﺣﺪ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺤﺮﻡ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ، ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﺑﺎﻟﺤﺮﻡ .. ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺗﻰ ﺍﻟﻤﻮﻋﺪ ﻭﺩﺧﻠﻨﺎ ﺳﻮﻳﺎً ﻋﻠﻰ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺘﻈﺮﻧﺎ .. ﻓﺴﻠﻤﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻓﺄﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﻳﺎ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ، ﺇﻧﻲ ﺃﻣﻠﻚ ﺛﻼﺛﻮﻥ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻜﺴﺐ ﺣﺮﺍﻡ ، ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻧﺎ ﺗﺒﺖ ﻟﻠﻪ ﺗﻮﺑﺔ ﺻﺎﺩﻗﺔ ، ﻭﺃﻧﺒﺖ ﺇﻟﻴﻪ ، ﻓﻤﺎ ﺃﻓﻌﻞ ﺑﻬﺎ ؟ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺑﻜﻞ ﻫﺪﻭﺀ ﻭﻭﻗﺎﺭ : ﺗﺒﺮﻉ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻧﻴﺮ : ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﻛﺒﻴﺮ ، ﻭﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﺃﺻﺮﻓﻬﺎ... ﻓﻬﻞ ﺳﺎﻋﺪﺗﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻹﻣﺎﻡ : ﺳﻮﻑ ﺃﺩﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻟﻴﺴﺎﻋﺪﻭﻙ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻓﻌﻨﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ... ﻭﻗﻤﻨﺎ ﺑﺈﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺒﻨﻮﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ، ﻭﺑﻌﺪ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﺭﺟﻌﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ ، ﻭﻣﻜﺜﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺛﻼﺙ ﺃﻳﺎﻡ ، ﺛﻢ ﻭﺩﻋﻨﺎ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﻭﺃﺧﺒﺮﻧﺎﻩ ﺑﺄﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻟﻠﻜﻮﻳﺖ ، ﻭﻭﻋﺪﻧﺎﻩ ﺃﻥ ﻧﺮﺟﻊ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ، ﻭﻋﻨﺪ ﻭﺻﻮﻟﻨﺎ ﻟﻠﻜﻮﻳﺖ ﻗﻀﻴﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ، ﺛﻢ ﺭﺟﻌﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﺍﻟﻤﻜﺮﻣﺔ ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻡ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ... ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻠﻴﻮﻧﻴﺮﺍً ﻭﺍﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﺃﺣﺪ ﻣﻤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﻡ ، ﻣﺮﺗﺪﻱ ﻟﺒﺎﺱ ﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﻴﻦ ﺑﺎﻟﺤﺮﻡ ، ﻣﻤﺴﻜﺎً ﺑﻴﺪﻩ ﻣﻜﻨﺴﺔ ... ﻳﻜﻨﺲ ﺍﻟﻤﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻗﺘﺮﺑﻨﺎ ﻣﻨﻪ ﻭﺳﻠﻤﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ... ﺍﻋﺘﻨﻘﻨﺎ ﻋﻨﺎﻗﺎً ﺣﺎﺭﺍً ، ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺣﺐ ﺑﻨﺎ ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﺑﺎﺭﻛﺎ ﻟﻲ .. ﺑﺎﺭﻛﺎ ﻟﻲ ﻓﻠﻤﺎ ﺳﺄﻟﻨﺎﻩ ﻋﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﻧﺒﺎﺭﻙ ﻟﻚ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻟﻘﺪ ﺗﻮﻇﻔﻪ ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟﺤﺮﻡ ( ﻋﺎﻣﻞ ﻧﻈﺎﻓﺔ ) ﻭﺃﺟﺮﻱ ﺍﻟﺸﻬﺮ 600 ﺭﻳﺎﻝ ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻏﺮﻓﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻳﺸﺎﺭﻛﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻮﺓ ﺍﻷﻓﺎﺭﻗﺔ + ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ ﻓﺒﺎﺭﻛﻨﺎ ﻟﻪ ﻭﻫﻨﺄﻧﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩِ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮ ﺍﻟﻤﻜﺴﺐ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﺤﻼﻝ . ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﺍﻋﻮﺍﻡ ... ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﺎﻣﻞ ﻧﻈﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻡ ﺍﻟﻤﻜﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻭﻫﻮ ﺍﻵﻥ ﻳﺤﻔﻆ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ، ﻭﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺤﺮﻡ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻪ ﻭﻳﺠﺎﻟﺴﻮﻧﻪ .. ﺑﻞ ﺃﻧﻪ ﺃﻛﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺻﺤﻦٍ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻠﺒﺴﻪ ﻭﻣﺄﻛﻠﻪ ﻭﻣﺮﻛﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﺟﺮ ﺍﻟﺸﻬﺮﻱ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ( 600) ﺭﻳﺎﻝ ﺑﻤﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ 0 ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺷﻴﺌﺎً ﻟﻠﻪ ﻋﻮﺿﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍً ﻣﻨﻪ ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﻞ ﺗﻮﺑﺘﻪ ﻭﻳﻌﻠﻮﺍ ﺩﺭﺟﺘﻪ ﻓﻲ ﺟﻨﺎﺕ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﺍﻧﻪ ﻭﻟﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺁﻣﻴﻦ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ. ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ: :: ﺷﺒــ